يتجول المدرب القطري حمد عبد العزيز حاملا كاميرته للبحث عن لقطات تجسد الدور الذي تلعبه كرة القدم في التقريب بين أفراد المجتمع ومد جسور التواصل بين مختلف الثقافات، عبر مشاركته في مبادرة "غول كليك"، تحقيقا لأهداف كأس العالم قطر 2022.
عبد العزيز اشترك للتو في تلك المبادرة التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة للمونديال بالتعاون مع شركة "غول كليك" البريطانية، ساعيا لتبديد الصور النمطية السلبية حول المنطقة وثقافاتها، وتحقق هدف المونديال بتعزيز التواصل بين الشرق والغرب.
لاعب كرة القدم السابق والمدرب الحالي من ضمن المشاركين الخمسين في مبادرة "غول كليك" التي تقوم على التقاط الصور الخاصة بكرة القدم في المجتمع القطري، لتعكس مدى شغف هذا الشعب بكرة القدم.
وتسلم عبد العزيز ورفاقه ممن تم اختيارهم كاميرا تستخدم مرة واحدة لالتقاط 27 صورة، يحاولون من خلالها سرد ما تعنيه كرة القدم بالنسبة للمجتمع القطري، وكيف تسهم تلك اللعبة في توحيد أطياف المجتمع الذي يضم شريحة سكانية تعد من بين الأكثر تنوعا في العالم.
عبد العزيز الهاوي للتصوير منذ صغره وجد ضالته في هذه المبادرة، فمنذ الإعلان عن فوز بلاده باستضافة مونديال 2022، وهو يسعى لأن يكون له دور في نجاح المونديال وتقديم استضافة استثنائية للبطولة، وظل يبحث عن هذا الدور حتى تم اختياره مدربا في برنامج الجيل المبهر أحد برامج الإرث الخاصة بالمونديال، قبل اختياره أيضا مصورا بمبادرة "غول كليك".
يقول عبد العزيز -في مقابلة مع الجزيرة نت- إن هذه المبادرة شكلت تحديا له ولجميع المشاركين فيها، فأمام المصور فرصة لالتقاط 27 صورة فقط ومن ثم تسليم الكاميرا للجهة المنظمة، الأمر الذي تطلب دقة لإمعان النظر والتقاط أفضل الصور التي تحكي كل منها قصة مختلفة، تعكس شعبية كرة القدم في قطر، حيث لا تسمح هذه الكاميرا للمصور مسح الصورة أو إعادة تصوير اللقطة مرة أخرى.
وأوضح المدرب القطري أنه سعى خلال مشاركته في المبادرة إلى إظهار اللحظة والقصة، اللحظة هي عامل الزمن بأن كرة القدم في قطر هي الأكثر شعبية وشهرة وليست موجودة في الملاعب الرسمية فحسب بل في كل مكان داخل الدولة وفي كل الأوقات، أما القصة فهي المنافسة الشريفة والتحدي المشروع الذي تحمله كرة القدم لجميع المشاركين في ممارستها.
ووصف عبد العزيز شعوره بالفخر عندما وجد إحدى صوره معروضة في معرض تحت اسم "الطريق إلى قطر 2022" على هامش بطولة كوبا أميركا التي اختتمت في البرازيل مؤخرا.
أما مديرة إدارة الاتصال في اللجنة العليا فاطمة علي النعيمي فتقول إن قطر تحتضن مزيجا سكانيا متنوعا يضم العديد من الجنسيات والثقافات ليأتي دور كرة القدم في توحيد الجميع تحت رايتها دون تفرقة بين أبناء بلد وآخر، وبصرف النظر عن لغاتهم، طالما أنهم يتقنون لغة كرة القدم التي تجمعهم.
وتؤكد النعيمي أن استضافة بطولة كأس العالم في قطر تمثل فرصة مثالية لتصحيح التصورات غير الدقيقة التي ربما تشكلت في أذهان بعض الشعوب عن دولة قطر والمنطقة، وستكون نسخة 2022 فرصة قيمة لملايين الأشخاص حول العالم للتواصل مباشرة مع العالم العربي.