تشهد الدولة الاسبانية المركزية وعاصمتها مدريد صراع سياسي كبير مع إقليم كاتلونيا الساعي دائماً الى الاستقلال، ما يفسر بشكل كبير الصراع الرياضي الواضح والتاريخي بين ريال مدريد الذي يمثّل "الملك الاسباني"، وبين برشلونة.
تأسس نادي برشلونة عام 1899 على يد خوان جامبر مع عدد قليل من الأجانب، في حين تأسس نادي ريال مدريد عام 1902، وأعطى الملك أهمية كبرى لنادي العاصمة ما ذرع استياء كبير في عقول سكان مدينة برشلونة.
أقام ملك اسبانيا ألفونسو الثالث عشر، أول بطولة إسبانية في عام 1902، وشملت ثلاث فرق: ريال مدريد، نادي برشلونة، ونادي اتلتيك بيلباو.
فاز الكتالونيون بأول مباراة تجمعهم مع ريال مدريد في التاريخ بنتيجة (3-1)، وكان فريق برشلونة هو المهيمن إلى جانب أتليتيك بلباو لفترة طويلة قبل أن تنطلق شرارة الحرب الأهلية الإسبانية التي استمّرت لثلاث سنوات.
التسمية
أطلق اسم "الكلاسيكو" على مباراة كرة قدم للمرة الأولى على مباراة بوكا جونيورز الأرجنتيني، أمام مواطنه وغريمه التقليدي ريفر بليت، وذلك بسبب المنافسة القوية بينهما التي تصل إلى حد العنف والإصابات داخل الملعب وخارجه.
بدأ مشجعو كرة القدم يستخدمون كلمة "كلاسيكو" في مباراة برشلونة وريال مدريد في التسعينيات بسبب المنافسة الكبيرة التي كانت تجمع الفريقين في جميع البطولات منذ وصول المدرب الراحل يوهان كرويف، إضافة الى الكم الهائل من نجوم الساحرة المستديرة الذين يلعبون لكلا الفريقين.
ولا يُطلق اسم "دربي" على هذا اللقاء لأن هذا المصطلح يطلق على موادهة بين ناديين من نفس المدينة، الأمر الذي لا ينطبق على مدريد وبرشلونة.
نعود الى التاريخ مع الحرب الأهلية (1936-1939)
مع انطلاق الحرب الأهلية الإسبانية، نظّم القائد العسكري الديكتاتوري فرانكو انقلابًا عام 1936 ما أدى إلى إراقة دموية كبرى في تاريخ إسبانيا، فاز بعدها حزب فرانكو القومي بالحرب عام 1939 وبدأ بالانتقام من جميع القوى التي كانت تعمل ضد نظامه.
أعدم رجال فرانكو صونيول، رئيس نادي برشلونة، دون محاكمة ما أثار غضب عارم في صفوف أبناء كاتالونيا، كان ذلك خلال الحرب وظهرت تبعات هذا الأمر عندما ظهر شعار برشلونة “Mes Que un club”، حيث كان النادي بمثابة وسيلة للخروج من الاضطهاد الذي واجهه الكتالونيين بشكل يومي من قِبل نظام فرانكو.
أحداث العام 1943
شهد عام 1943 حادثة غريبة في بطولة كوبا ديل ري او المعروفة حالياً بكأس ملك اسبانيا، وذلك في مباراة نصف النهائي التي أدت الى اشتعال التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة الى مستوى مختلف تماماً.
في تلك المباراة، فاز برشلونة في الذهاب بثلاثية نظيفة رغم العديد من الأخطاء التحكيمية، فمُنع الجمهور الكتلوني من حضور مباراة الإياب على ارض ريال مدريد.
كما تم رشق حافلة فريق برشلونة بالحجارة عند وصولها الى ملعب ريال، ما زاد من التوتر، وأعطى صورة مبدئية عن ماذا سيحصل على ارض الملعب.
بدأت المباراة بضغط كبير، ألقيت زجاجات وعملات معدنية على لاعبي النادي، تقدّم النادي المُضيف مدريد (2-0) قبل أن يُطرد لاعب من برشلونة، ما تلا ذلك كان مذبحة من أعلى ترتيب حيث تأخر ناي برشلونة 8-0 في الشوط الثاني.
رفض اللاعبون الكتالونيون لعب الشوط الثاني لأنهم كانوا غاضبين من الحكم الجزئي وظروف الأرض المعادية، ثم اقتحم رجال فرانكو غرفة ملابس الزائرين وحذروهم من أخذ الملعب أو المخاطرة بالسجن. أدى هذا الاستخدام الوحشي للقوة إلى فوز ريال مدريد 11-1، ولا تزال هذه المباراة منبع فخر لنادي ريال مدريد في تاريخ مبارياته ضد برشلونة.
ألفريدو دي ستيفانو يزيد من التوتر
سبب إضافي أدى الى ارتفاع حدة التوتر بين الفريقين عندما "سلب" ريال مدريد النجم الأرجنتيني "الفريدو دي ستيفانو" الذي أصبح بعد ذلك أسطورة من اساطير النادي، بإجبار طيارته على الهبوط في مدريد والتوقيع مع نادي العاصمة.
تمكن برشلونة من اقناع اللاعب بالانضمام اليه وكانت الأمور تسير بشكل سلسل للغاية، في وقت كان اللاعب في مدريد، تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم لصالح برشلونة، بين وقف الاتحاد الاسباني الى جانب ريال مدريد الذي حظّر التوقيع مع أي لاعب أجنبي في اسبانيا باستثناء ريال مدريد، واتفق من بعدها أن يلعب اللاعب أربع سنوات في اسبانيا، اثنين في ريال مدريد واثنين اخرتين في برشلونة.
ترددت بعد ذلك بأن فرانكو أجبر رئيس نادي برشلونة على التراجع عن هذا الاتفاق ليبقى دي ستيفانو مع ريال مدريد حتى انتهاء مسيرته الكروية، وهو ساعد الفريق على الفوز بـ 8 ألقاب بالدوري الإسباني و5 في دوري ابطال أوروبا.
لويس فيغو وتوتّر جديد
كان لويس فيغو سبب من أسباب التنافس والصراع الكبير بين الفريقين، وذلك بعد ان قرر الانتقال من برشلونة الى ريال مدريد في عهد فلورنتينو بيريز الأول، رغم تأكيد فيغو انه سيبقى مع برشلونة وسيبدأ موسمه معهم.
تراجع فيغو عن قرارها وانتقل الى ريال مدريد بشكل مباشر، وهي من المرات النادرة التي ينتقل فيها لاعب من برشلونة الى ريال مدريد او العكس، وتعرض فيغو في ذلك الوقت الى ردة فعل عنيفة من قبل جمهور برشلونة، وكان أبرزها برميه برأس خنزير على ارض ملعب "الكامب نو".