خلّفت مشاركة المنتخب السوري في بطولة غرب آسيا الجارية حالياً في العراق، مرارة كبيرة لدى جماهير نسور قاسيون التي لا زالت تتذكر أن منتخب بلادها كسب احتراماً كبيراً، ليس فقط في قارته بل في العالم أجمع، كونه كان على بعد هدف من بلوغ كأس العالم لأول مرة، بالأخص بعد 7 سنوات من الحرب المُمزقة.
لكن حلول المنتخب السوري أخيراً في مجموعته بغرب آسيا بنقطتي تعادل، لم يكن مفاجئاً نسبياً، لأن ناقوس الخطر لم يُدق فقط بالأمس بعد الخسارة من فلسطين 4-3، بل قبل ذلك بأشهر ومنذ مباراة سوريا الأولى في كأس آسيا الماضية بالإمارات.
الجميع تقريباً يعرف قصة المدرب الألماني شتانغه، وقصة إقالته بعد التعادل مع فلسطين والخسارة من الأردن وحلول المدرب الوطني فجر إبراهيم بغرض حمل المنتخب إلى الدور الثاني أمام أستراليا. آنذاك خسر السوريون بعد أفضل أداء لهم بالبطولة وقالت الجماهير لمدربها شكراً.
الجماهير التي رأت سمعة منتخبها تتسرب من بين أيديها بسرعة؛ نبّهت إلى خطورة أن تخسر مع إيران ودياً 5-0 بعد أن عجزت عن الفوز عليك رسمياً التصفيات، ثم وخلال أيام قليلة الخسارة بثنائية نظيفة أمام أوزبكستان.
تلك كانت مقدمات فقط للخسارة من لبنان والتعادل الصعب أمام اليمن ثم الخسارة من فلسطين، منتخبات تطورت حتى بات المنتخب السوري صيداً مستطاعاً لها.
وقد حاول كابتن المنتخب السوري فراس الخطيب التخفيف من حدة الاحتقان في الشارع السوري من خلال تأكيده أن سوريا لم تسافر إلى كربلاء لتنافس على اللقب، وقال حرفياً إننا جئنا لتجريب بعض اللاعبين وتجهيز بدلاء جيدين لخوض التصفيات بقوة، مع إشارته أن المنتخب افتقد لأكثر من نصف اللاعبين الأساسيين الذين يعتبرون ركائز مهمة في الفريق.
فوز على الأردن وآخر على كوريا الشمالية مقابل 7 خسارات و4 تعادلات في 13 مباراة، هي حصيلة المنتخب السوري مع فجر إبراهيم منذ 11 كانون الثاني/ يناير تاريخ بدء ولايته الرابعة مع منتخب البلاد الأول.
خسارة لبنان افتتاحية مباريات المنتخب السوري في غرب آسيا أدت إلى استقالة جماعية من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم، ولكن مدرب المنتخب الذي اختير من قبل هذا الاتحاد بقي على رأس منصبه ومن المرجح أن يتحصل على فرصة أخيرة وهي مباراة الفلبين الأولى.
ما يقلق كل داعم لمنتخب سوريا أن المسافة الزمنية إلى مباراة الفلبين (5-9-2019)، باتت ضيقة جداً ولا مجال لكثير من التجريب أو التغييرات الجذرية، ومع هذه الصورة المهزوزة للغاية لا شيء مستبعد في مدينة باكولود الفلبينية.