ربما تخيل الجزائري يوسف بلايلي أن مسيرته في كرة القدم انتهت بعد ثبوت تناوله الكوكايين إثر خضوعه لكشف عن المنشطات بعد مباراة لفريقه اتحاد الجزائر في دوري أبطال أفريقيا عام 2015.
وتم تقليص العقوبة المبدئية بالإيقاف أربع سنوات إلى عامين فقط، ليتمكن من العودة في سبتمبر/أيلول 2017.
وتم تقليص العقوبة المبدئية بالإيقاف أربع سنوات إلى عامين فقط، ليتمكن من العودة في سبتمبر/أيلول 2017.
وبعد العودة من الإيقاف رحل بلايلي إلى أنجيه الفرنسي المنافس في الدرجة الثانية في ذلك الوقت، لكنه لم يلعب سوى دقائق.
وعاد اللاعب الجزائري إلى الترجي التونسي مرة أخرى بعد فترة أولى متقلبة شهدت الحصول على لقب الدوري المحلي وبلوغ نصف نهائي دوري الأبطال وقبل أن يرحل حينها إلى اتحاد العاصمة.
لكن بدا هذه المرة أن لدى بلايلي رغبة في ترك الإحباط والمشاكل خلف ظهره بعد العودة إلى الفريق الأكثر نجاحا في الكرة التونسية.
وأعلن بلايلي عن نفسه للجماهير على المستوى القاري عندما قاد الترجي إلى لقب دوري الأبطال 2018 على حساب الأهلي المصري.
وخسر الترجي 3-1 في الذهاب بالإسكندرية، وكان هو صاحب الهدف من ركلة جزاء، ثم قاد فريقه إلى التألق في ملعب رادس ليفوز 3-صفر ويحرز اللقب للمرة الأولى منذ 2011.
وشق بلايلي (27 عاما) طريقه إلى تشكيلة الجزائر بقيادة جمال بلماضي، وأصبح من العناصر الأساسية مع رياض محرز وبغداد بونجاح رغم وجود لاعبين بارزين في أوروبا، مثل إسلام سليماني وآدم وناس وياسين براهيمي.
وقال بلماضي لوسائل إعلام "لقد قمت بتنفيذ ما قلته من البداية، والدليل على ذلك يوسف بلايلي لأنه لم يكن ضمن خطتي في البداية ولم يكن يلعب مع المنتخب الوطني في السنوات الماضية".
وأضاف المدرب -الذي يشغل منصبه منذ عام واحد- أن "(بلايلي) تألق وحجز موقعه في التشكيلة على حساب لاعبين آخرين أكثر خبرة.. يمكن للجميع اللعب إذا أثبتوا جدارتهم".
ووصلت ثقة بلماضي في بلايلي إلى أنه أبقى عليه لمدة 120 دقيقة في الملعب أمام ساحل العاج في الدور ربع النهائي، في حين استبدل كل العناصر الهجومية الأخرى، محرز وبونجاح وسفيان فيغولي.
وكان بلايلي عند حسن ظن مدربه وسجل هدفين في البطولة، أحدهما في الفوز 1-صفر على السنغال في دور المجموعات، وهو الهدف الوحيد الذي هز شباك "أسود التيرانغا" في البطولة الجارية، والثاني عندما افتتح التسجيل في الانتصار 3-صفر على غينيا في الدور ثمن النهائي.
واعتاد بلايلي بدء المباريات على الجانب الأيسر، على أن يكون محرز -لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا وأفضل لاعب أفريقي سابقا- في الجانب الأيمن، لكنه لا يربط نفسه في مركز الجناح فقط.
ويتحول بلايلي -صاحب المجهود البدني الوافر- كثيرا إلى مركز صانع اللعب أو حتى يذهب إلى الجانب الأيمن في بعض اللقطات خلال سير المباريات، كما أنه يجيد أداء الدور الدفاعي بشكل مميز، وكثيرا ما يعود إلى الخلف لمساعدة الظهير الأيسر رامي بن سبعيني.
وفي ظل أن بلايلي هو اللاعب الوحيد في تشكيلة الجزائر الأساسية الذي لا يزال يلعب في أفريقيا، فإنه يبدو مرشحا بقوة للحاق بزملائه في الخارج، في حين ذكرت تقارير أنه مرشح للانتقال إلى فرنسا.
وقال بلايلي "عندما عدت إلى اللعب قلت إني سأحرز لقب دوري أبطال أفريقيا مع الترجي وكأس الأمم مع بلادي، بإذن الله سأهدي التتويج لعائلتي وابني والشعب الذي ينتظرنا".
وسيخوض بلايلي رابع نهائي أفريقي خلال 8 أشهر فقط، وذلك بعد نهائي دوري الأبطال نسختي 2018 و2019 وكأس السوبر الأفريقي 2019.