أعاد مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم جمال بلماضي أمجاد "الخضر"، وصعد بهم لنهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد غياب دام 29 عاما، لينهي بذلك سنوات المنتخب العجاف التي اتسمت بسوء الأداء والنتائج والتخبط وعدم الاستقرار، وتغيير سبعة مدربين خلال ثلاث سنوات فقط.
ورغم أنه درب في قطر فقط، قبل تولي المنصب؛ فإن بلماضي انتشل "ثعالب الصحراء" من الأزمة، حتى صار أكثر الفرق إبهارا في البطولة، بخمسة انتصارات وتعادل، وسجل 12 هدفا، واستقبل هدفين فقط قبل مواجهة السنغال في المباراة النهائية الجمعة القادم.
ونجح بلماضي في إخراج أفضل ما بجعبة تشكيلته الموهوبة، وحافظ على الروح القتالية العالية التي تميز منتخب بلاده.
وتمكن بلماضي من إبعاد الضغوط عن نجمه الأبرز رياض محرز مهاجم مانشستر سيتي، بعد أن ساعده في لعب دور اللاعب المحوري، لكن دون أن يكلفه بالعزف المنفرد.
وقال بلماضي في بداية البطولة "لا أحب تسليط الضوء على لاعبين، ونحتاج لتخفيف التركيز عن محرز إذا أردنا أن نحقق مسيرة جيدة".
وكان بلماضي لاعب وسط متميزا في السابق، يخترق الدفاعات بتمريراته، وشهد مشواره اللعب في عشرة أندية في فرنسا وإنجلترا وقطر، ومن بينها أولمبيك مرسيليا ومانشستر سيتي، كما خاض عشرين مباراة دولية مع الجزائر، وسجل خمسة أهداف.
وبدأت مشاكل الجزائر في السنوات الأخيرة بعد الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الأفريقية عام 2015، وسط انتقادات لاذعة للمدرب كريستيان جوركوف، لكن المدرب الفرنسي انتظر عاما آخر قبل أن يغادر عقب التعادل 3-3 مع إثيوبيا.
وقاد نبيل نغيز الفريق مؤقتا، ثم ترك المهمة إلى ميلوفان رايفاتش، الذي استمر في عمله مباراتين فقط ورحل بعد التعادل على أرض الجزائر 1-1 أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم.
فشل كأس العالموكان البلجيكي جورج ليكنز المدرب التالي، وخاض خمس مباريات، منها الهزيمة 1-3 أمام نيجيريا في تصفيات كأس العالم.
وانتقلت القيادة إلى الإسباني لوكاس ألكاراز الذي استقال عقب الخسارة ذهابا وإيابا من زامبيا، مما يعني خروج الجزائر من سباق التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا.
وشابت الفوضى الفريق، لدرجة أن نجمه رياض محرز تخلى عنه في مباراة ضد زامبيا للتفاوض في سوق الانتقالات.
وكلف الاتحاد الجزائري النجم المعروف رابح ماجر بإدارة الفريق، لكنه ترك المنصب بعد أربع هزائم ودية متتالية، وبعد التفكير في إسناد المهمة لكارلوس كيروش، قرر الاتحاد منح الثقة لبلماضي المولود في فرنسا.
وأجرى جيرنوت رور مدرب نيجيريا، الذي واجه النسخة القديمة من الجزائر في تصفيات كأس العالم وفريق بلماضي المستحدث، مقارنة واضحة.
وقال "كان فريق الجزائر ضعيفا قبل عامين، وكان يرتكب الكثير من الأخطاء، وهذا سهّل الأمور علينا.
وأضاف "الآن يتمتع بالقوة والتوازن الجيد بين الدفاع والهجوم، ولا زال متميزا من الناحية البدنية، لكنه تطور كثيرا".
وأكد بلماضي أن الجيل الحالي للجزائر، التي فازت بلقب كأس الأمم مرة واحدة فقط في 1990 على أرضها، يملك فرصة لتحقيق إنجاز لم يحققه حتى جيل الثمانينيات (الأساطير) لخضر بلومي وصالح عصاد، الذي وضع الكرة الجزائرية على الخارطة.
وقال بلماضي "هذا الجيل (جيل الثمانينيات) كان عظيما وصنع تاريخا في كرة القدم، لكنه لم يفز بلقب 1990، وهدفنا الآن أن نكتب التاريخ ونحن نريد ذلك حقا".