اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقارنات بين محمد صلاح ورياض محرز بالأيام الماضية خاصة بعد تمكن النجم الجزائري من قيادة فريقه لتحقيق لقب أمم إفريقيا ولو أن انقسام الشارع العربي ما بين النجمين يبدو أمراً محزناً فنجاح الثنائي أمر لابد لأن يدفعنا للافتخار بهما بعيداً عن التكسير بأحدهم لرفع آخر أما من خلال السطور التالية سنحاول تقييم ما قدمه كل منهما هذا الموسم:
-الموسم مع الأندية:
تحمل رحلة المنافسة على مدى الموسم أهمية خاصة بسبب تنوع البطولات وطول فترة المنافسة ورغم تحقيق محرز لالقاب جماعية أكثر لكن صلاح حقق اللقب الأهم المرتبط بدوري أبطال أوروبا إضافة لهذا لا يمكن المقارنة بين أهمية كل منهما لفريقه على مدى الموسم الحالي أو مدى تأثيره بالمنافسة قياساً على آخر موسمين.
طوال الموسم المنصرم قدمنا لكم عبر "يوروسبورت عربية" فقرة ثابتة من إعداد الزميل عمر البنان تناولنا فيها المنافسة بين النجوم العرب بالبريميرليغ رقمياً مع نهاية كل جولة وبعد نهاية الموسم كان الفارق شاسعاً بين الاثنين على صعيد النقاط التي تم احتسابها وفقاً لإحصائيات متنوعة وبالتأكيد من الصعب مقارنة لاعب شارك بـ37 مباراة أساسياً ومباراة كبديل خلال البريميرليغ وفاز بلقب الهداف بلاعب شارك أساسياً في 14 مباراة وخاض 13 مباراة بديلاً وسجل 7 أهداف وصنع 4 إضافية بالتالي من المجحف التفكير بالمقارنة بين الاثنين على صعيد الأندية بآخر موسمين نظراً لتفوق صلاح الهائل أيضاً بموسم 2017\2018 حين وصل لنهائي دوري الأبطال وحقق رقماً قياسياً بعدد الأهداف بالدوري.
اقرأ أيضاً...العرب في الدوري الإنجليزي (38): محرز يحسم اللقب.. صلاح الهداف
-مع المنتخب:
بالاستعانة بالأرقام أيضاً تفوق محرز على صلاح بأمم إفريقيا بفارق هدف كما لعب دوراً جماعياً مهماً بفريقه بصفته قائد الفريق والأهم بالتأكيد هو دوره الحاسم بتسجيل هدف الفوز بالوقت القاتل على نيجيريا وبالتأكيد استغل محرز هذه البطولة أفضل استغلال ليضع اسمه بسجلات التاريخ بعد أن قاد الجزائر لتحقيق البطولة الثانية بتاريخها.
يرى الكثيرون أن إنجاز المنتخب قد يكون أهم من إنجاز النادي بسبب الضغوطات التي تلاحق بطولات المنتخبات إضافة لرمزيتها التاريخية لكن الواقع يقول أن العمل لموسم كامل يتطلب تكاملاً رياضياً وذهنياً ونفسياً صعباً دون أن ننسَ أيضاً الفارق بين مجمل منتخب الجزائر ومنتخب مصر بالنسخة الحالية.
-العقلية:
تسبب محمد صلاح بمشاكل كبيرة نتيجة انتقاداته المتكررة لطريقة تعامل الشعب المصري معه ويعرف الجميع أن النجم المصري يتعرض فعلاً لضغوطات كبيرة لكن الدخول بصدام مع الإعلام والجمهور لا يأتي بنتيجة والتجارب التاريخية تقول أن أشياء كهذه تعود بالسلب دائماً على اللاعبين لذا كان من الأفضل لصلاح أن يحاول حل الأمور دون الدخول بإشكاليات كهذه.
لم نسمع محرز يوماً يتوجه بأي تصريح مشابه فهو هادئ وبعيد عن التصريحات بمعظم الأوقات ولايثير أي جدل وهذه أشياء تجعله مثالاً جميلاً للجمهور وللصغار وبهذه الناحية يبدو تفوق محرز جيداً على صلاح الذي لا يجيد التعامل مع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كما يجب حتى الآن.
صنع محرز وصلاح طريقهما للنجاح بفضل إرادتهما القوية فاسم محرز لم يحمل شعبية كبيرة بأوروبا حتى أنه انتقل لليستر عام 2014 مقابل نصف مليون يورو فقط قادماً من لوهافر قبل أن يصنع التاريخ بالنادي حين قاده للتتويج بلقب البريميرليغ بموسمه الثاني فقط أما صلاح فخرج من بيئة صعبة بعد أن كان يقضي 4 ساعات يومياً على الطريق لمواكبة تمارينه لذا فهو نموذج للنجم العربي الذي قاوم الظروف المستحيلة كي يحقق حلمه وما بين هاتين القصتين علينا أن نتناسى ولو للحظات أن هذين اللاعبين عربيين وننظر ببعض الإنسانية لمدى النجاح الذي حققه الاثنان ثم نعود ونفخر بقوميتهم وقدرتهم على التميز آملين أن يلهموا جيل الشباب بالسير على خطاهم وتحقيق الإنجازات الكبيرة بأوروبا.