شارفت بطولة كأس الأمم الإفريقية توتال مصر 2019 على الانتهاء إذ وصلنا إلى محطتها النهائية والتي ستشهد مواجهة من العيار الثقيل بين المنتخب الجزائري أحد أفضل منتخبات البطولة ونظيره السنغالي الذي وصل إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 2002.
مراحل كثيرة تخطاها المنتخبان حتى تمكنا من الظهور في المباراة النهائية التي يخوضها محاربو الصحراء على أمل التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخهم بعد الأول عام 1990 أي منذ 29 عاماً تحديداً عندما تمكن جيل رابح ماجر وجمال مناد وشريف ودجاني من حصد أول ألقاب الجزائر القارية عقب التغلب على نيجيريا في النهائي بهدف دون رد، أما المنتخب السنغالي فهو يبحث عن تعويض الفرصة التي فاتته عندما فشل جيله الذهبي بقيادة مدربه الحالي أليو سيسه ومعه الحاج ضيوف وخليلو فاديجا وهنري كمارا في الفوز باللقب عقب خسارتهم أمام الكاميرون في نهائي بطولة "مالي 2002".
موازين القوى لصالح المحاربين
وبحساب موازين القوى لدى المنتخبين نجد أن الجزائر هي الأفضل في البطولة حتى الآن لعدة أسباب نجملها فيما يلي
1. أن الفريق حقق الفوز في جميع مبارياته في البطولة حتى الآن في الوقت الأصلي عدى مواجهة كوت ديفوار في ربع النهائي، فلقد فاز الخضر على كينيا بهدفين دون رد ثم على السنغال ذاتها بهدف نظيف وبفريق أغلبه من البدلاء اكتسح تنزانيا بثلاثية نظيفة وكرر التألق في الدور ثمن النهائي وتخطى عقبة غينيا بسهولة شديدة (3-0) أيضاً ثم عبر عقبة كوت ديفوار بركلات الترجيح قبل أن يقدم أرفع وأجمل أداء له أمام نيجيريا ويهزم النسور بهدفين مقابل هدف في مباراة سطر خلالها رياض محرز تاريخاً رائعاً عندما أحرز أجمل أهداف البطولة في الدقيقة 95.
2. المنتخب الجزائري حافظ على نسقه الهجومي القوي والرائع في البطولة منذ أول مباراة وحتى مواجهة نيجيريا فسجل 12 هدفاً بزيادة 4 أهداف عن السنغال (أحرزت 8) إضافة إلى ذلك فالمحاربون حافظوا على نسقهم الهجومي الرائع طوال أوقات مبارياتهم فلا يستطيع أحد أن يقول إن رجال جمال بلماضي ينشطون في الشوط الأول ثم ينكمشون في الثاني أو أنهم يبدأون المباراة بهدوء قبل أن ينفجروا في شوطها الثاني فالفريق سجل 8 أهداف في الشوط الأول و4 في الثاني منها هدف في الدقيقة 95.
3. المردود البدني للمنتخب الجزائري هو الأفضل في البطولة حتى الآن ويكفي الأداء الذي قدمه لاعبوه أمام نيجيريا لتوضيح ذلك فمع نهاية المباراة وبداية من الدقيقة 90 ولمدة 5 دقائق قدم المحاربون أفضل أداء هجومي في البطولة ككل لدرجة أنهم سددوا الكرة في العارضة عن طريق بلايلي قبل أن يحصوا على ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء أجهز منها رياض محرز على النسور تماما.
4. يمكن القول إن المنتخب الجزائري هو أكثر منتخبات البطولة التي تتعدد فيه مفاتيح اللعب بشكل مذهل فالفريق يخوض مبارياته بطريقة 4 – 1 – 4 -1 بوجود رامي بنسبعيني وبلعمري وعيسى مندي وبن زفاني في الدفاع ويتألق في مركز الارتكاز في وسط الملعب عدلان قديورة وأمامه رباعي ناري بمعنى الكلمة مكون من يوسف بلايلي واسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي ورياض محرز وأمامهم رأس الحربة الوحيد بغداد بونجاح، ولو تمعنا في هذه التشكيلة سنجد أن بلماضي هو المدرب الوحيد تقريباً الذي يلعب برباعي تحت رأس الحربة يغلب على أداءه الطابع الهجومي وعل هذا هو ما انعكس على أن الفريق هو الأفضل هجوميا ليس ذلك فقط بل أنه الأكثر من حيث التمريرات الحاسمة (9 أهداف من الـ12 سجلوا عن طريق تمريرات حاسمة ) ما يعني أن المنتخب الجزائري صاحب أفضل أداء هجومي في البطولة حتى الآن.
5. نذهب بعد ذلك لمقاعد البدلاء وباستعراض بسيط جداً سنجد أن المنتخب الجزائري يضم بمعنى الكلمة منتخباً آخراً على مقاعد البدلاء كيف لا وهناك اسلام سليماني ومهدي عبيد وآدم أوناس وياسين براهيمي ورفيق حليش وهداف مونبلييه آندي ديلور.
أسود التيرانغا والتأمين الدفاعي
على الجانب الآخر فإن المنتخب السنغالي يدخل المباراة النهائية بعدد من الأرقام اللافتة أيضاً والتي قد تعد سلبية أو تؤخذ على استراتيجية مدربهم الوطني النجم الدولي المونديالي السابق أليو سيسيه.
1. المنتخب السنغالي سجل في 6 مباريات 8 أهداف فقط بمتوسط 1.3 هدف في المباراة الواحدة، وهو متوسط يكشف الأزمة الهجومية في الفريق الذي يضم بين صفوفه هداف الدوري الإنكليزي ساديو ماني علماً بأن الفريق أحرز أهدافه 6 لاعبين وهدافه هو ماني برصيد 3 أهداف، ويمتلك الفريق رقماً سلبياً نادرا ما يتكرر في البطولات الكبرى إذ أنه أضاع 3 ركلات ترجيح منها اثنين عن طريق ماني والثالثة كانت عن طريق هنري سايفت لاعب وسط بورصا سبور التركي.
2. دفاعياً فإن رجال أليو سيسيه حالياً هم أصحاب أقوى خط دفاع في البطولة إذ اهتزت شباكهم مرة وحيدة فقط كانت عن طريق يوسف بلايلي لاعب وسط الجزائر تحديداً، إلا أن الفريق في الوقت ذاته سيعاني من غياب نجم نابولي ومدافعه خاليدو كوليبالي الذي حصل على البطاقة الصفراء الثانية أمام تونس في نصف النهائي.
3. رغم التركيز الدفاعي والتحفظ الذي يلعب به سيسيه إلا أن أسود التيرانغا تحديداً أمام نسور قرطاج تم اختراقهم بسهولة من العمق تحديداً عن طريق طه ياسين الخنيسي الذي انفرد تماماً بالحارس ألفريد غوميز من وسط الملعب مرتين.
4. هجومياً أيضاً يعاني السنغاليون فباستثناء نشاط ماني فإن مبايي نيانغ لاعب رين وقلب الهجوم الأساسي في منتخب بلاده عجز تماماً عن تشكيل أي خطورة على مرمى المنافسين ولم يسجل أي هدف حتى الآن وانعدمت خطورته حتى أمام كينيا أسهل منافسي الأسود في البطولة والتي خسرت بثلاثية نظيفة في الدور الأول.
الإحصائيات الهجومية لصالح الجزائر
رقمياً فإن الإحصائيات الهجومية تبدوا متوازنة إلى حد كبير بين المنتخبين إلا أن المحاربين يتفوقون بشكل واضح على الصعيد التهديفي.
• المنتخب الجزائري سجل 12 هدفاً 8 في الشوط الأول و4 في الشوط الثاني.
• المنتخب السنغالي أحرز 8 أهداف 2 في الشوط الأول 5 في الشوط الثاني وهدف في الوقت الإضافي.
• المنتخب الجزائري أحرز 11 هدفاً من داخل منطقة الجزاء وهدفاً من خارج الصندوق بينما سجل السنغاليون 6 أهداف من داخل المنطقة وهدفين من الخارج.
• هدف وحيد فقط أحرزه المنتخب الجزائري من ركلة حرة مباشرة فيما جاءت جميع أهداف السنغال من اللعب المفتوح.
• المنتخب الجزائري الأفضل جماعياً في البطولة إذ أحرز 9 أهداف من الـ12 من تمريرات حاسمة بنسبة بلغت 75% بينما جاءت 5 أهداف من الأهداف الـ8 السنغالية من تمريرات حاسمة أيضاً.
• كلا المنتخبان أحرزا 5 أهداف بالقدم اليمنى في البطولة إلى الآن.
• المنتخب الجزائري سجل 6 أهداف بالقدم اليسرى مقابل هدفين بالقدم اليسرى للسنغال.
• كلا المنتخبان لم يحرز أي هدف بالرأس طوال مشوارهما بالبطولة.
• كلا المنتخبان أحرز هدف وحيد سجله لاعب الفريق الخصم بالخطأ في مرماه.
• المنتخب السنغالي حصل على 32 ركلة ركنية مقابل 21 ركنية للجزائر.
• 29 تسديدة بين القائمين والعارضة أطلقها لاعبو السنغال مقابل 25 تصويبة للاعبي المنتخب الجزائري.
• وأخيراً قام لاعبو السنغال ب394 تدخلاً دفاعياً ناجحاً "صراعات ثنائية" في البطولة حتى المباراة النهائية مقابل فوز لاعبو الجزائر بـ367 صراعاً ثنائياً.